محطات عابر سبيل الاول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.. أحبائي .. إن حياة الإنسان عبارة عن محطات ..

والإنسان مثل ذلك القطار الذي يتنقل بين تلك المحطات ،، وفي كل محطة له وقفة تأمل ... ولكن مهما وقف عند أي محطة لا بد له من الإنتقال إلى المحطة الأخرى ليتابع طريقه مهما حصل ...لأن الزمن لا في يتوقف ،، إنه ماضٍ طالما هو في الإنسانِ عمرٌ وقادرٌ على العطاء ...

نعم إن هناك بين كل محطة ومحطة لا بد أن يصلح الأخطاء التي وقع فيها ويعد نفسه للسفر إلى المحطة التالية .. وبعد كل هذا السفر الطويل والطريق الشاق .. لا بد من نهاية ولا بد من راحة ..

من هنا .. قررت أن أركبكم قطار وليد ،، وليد .. ذلك الإنسان الذي يحمل بين ضلوعه
حروفاً من حب وحنان وأخرى من ألم الزمان .. أبى إلى أن ينقلها لنا ولكم ليقرب البعيد ويوصل المنقطع ويعيد العيد من جديد ...

من هنا نصعد القاطرة ,, لنبدء الرحلة من غزة ، وبالتحديد من ذلك المنزل الذي يجمع الزوج والزوجة وأربعة من الأولاد " ياسمين 11 سنة، سائدة 9 سنوات ، وليد 7 سنوات ، سمير 5 سنوات " ولا ننسى الجدة الحنون .

كانوا يعيشون ببرائة في منزلٍ متواضعٍ جميل يبعد بجانب السوق حيث البيع والشراء وحركة الناس من الصباح حتى الليل ،،،،وفي الجانب الآخر نجد سكة الحديد حيث مرور القطارات .... لا ! ! ! ليست هذه السكة فقط لمرور القطارات .. بل كانت مكاناً للعب الأطفال وبينهم صديقنا وليد ..

تلك الحياة البسيطة بالنسبة لوليد وكأنها الجنة،، وما يزيدها جمالاً ورونقاً وقت زيارته لبيت جده والد أمه .. حيث كان حنان الجد والجدة يغمره وإخوانه.. ويزيد على ذلك عطف وحب الخالات و الأخوال لهم .. لتمتلأ ذاكرة وليد وقلبه بالحب ،الحنان ،الذكريات الجميلة والمعاني الصادقة


غزة وكما تعلمون مدينة جميلة تطل على البحر الأبيض ،، كان منزل صديقنا يبعد حوالي ستة كيلو عن البحر ،،، كثراً ما كانو يذهبوا إليه لينسجوا في ذاكرتهم لحظات جميلة مليئة بالفرح والسعادة لا يعلمها إلا من هو بسنه .... كان صديقنا يحفر لنفسه حفرة في التراب ولا يبقى من جسمه خارجها سوى رأسه ،، يجلس فيها ليتأمل البحر وأمواجه العالية وصيادي السمك ،، يراقب الناس الذين يجلسون على رمال الشاطئ الناعمة فمنهم من يصلي ومنهم من يطهو ويلعب ،،


وفي يوم من الأيام استيقظ وليد وليد على صوت الطائرات والدبابات والبوارج البحرية تضرب من كل مكان براً وبحرا وسماء...



وهنا نصل إلى ننهاية محطتنا الأولى في قطار وليد ،، ترى ماذا تخبئ لنا المحطة التالية ،، سنعرف ذلك في المحطة التالية