بني مسجد تنمل بالقرب من قبر المهدي بن تومرت (1130م)، مؤسس مذهب ديني جديد يدعو إلى وحدة الإله وإصلاح أخلاقي صارم ، وهو من تأسيس القائد عبد المؤمن (1130-1163)، أول خليفة للدولة الموحدية.
نلج بواسطة باب يقع في الشمال، في المحور الرئيسي للبناية، وستة أبواب جانبية، اثنين منها يؤديان إلى الفناء، والأربعة الأخرى إلى قاعة الصلاة. توجد هذه الأخيرة خلف الفناء، كما هو الحال عادة، في المساجد المغاربية خلال فترة المرابطين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وتعتمد تنظيما على شكل حرف التاء "T" اللاتيني : تأتي تسعة بلاطات موازية لجدار القبلة لتستند على ممر عريض، وهو تنظيم خاص بمساجد إفريقيا الشمالية منذ فترة الأغالبة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. يشكل المسجد الأقصى الأموي، دون شك، أحد الأمثلة الأولى لهذا النموذج، الذي أعيد استعماله بمسجد سامراء (العراق) في الفترة العباسية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. البلاطات الجانبية جد متسعة وتمتد لتكون رواقين جانبيين في الفناء. جسدت البلاطات والممر بواسطة أعمدة من الآجر (مواد شرقية) محاطة بأنصاف أعمدة بارزة. استعملت هذه الأعمدة منذ الفترة العباسية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وسيعاد استعمالها في القاهرة خلال الفترات الطولونية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] والفاطمية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
تقدم البناية تجديدات شكلية تشير إلى تأثير مهم للشرق الإسلامي، وعلى الخصوص العمارة الفاطمية التي ازدهرت خلال القرنين 10 و 11م ببلاد المغارب وبعد ذلك بمصر، كما هو الحال بالنسبة للأبواب الضخمة الشديدة البروز
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. والممر الموازي لجدار القبلة بقببه الثلاث، واحدة أمام المحراب، والأخريين في الأطراف
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إن التأثير الأندلسي قائم كذلك، وهو نتيجة جمع المنطقتين تحت سلطة سياسية خلال الفترة المرابطية والموحدية. أما تأثير المسجد الكبير لقرطبة (عهد الحكم،961-966م) فهو بارز بوضوح باستعمال العقود المتعددة الفصوص وبمعالجة المحراب على شكل حجرة صغيرة. نستطيع ملاحظة نفس هذا الإرث الأندلسي في منطقة المحراب بالمسجد الكبير بتلمسان بالجزائر (1136م).
فزخرفة الجص، المنقوشة أو المصبوبة، تصبح متقنة أكثر فأكثر كلما اقتربنا من المحراب (باطن العقود، وزخرفة التيجان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])، كما هو الشأن في قرطبة وتلمسان، وفي مراكش (مسجد الكتبية، 1158). فأغلب العناصر هندسية (التشابيك والزهور والنجوم). سمحت دراسة هذه العناصر من طرف س. إيفيرت
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من إقامة مقاربات مع زخرفة مئذنة الجيرالدا الموحدية بأشبيلية (1184-1198م). يمثل مقرنص القبة أمام المحراب أحد الأمثلة الأولى للزخرفة النباتية الموحدية مع زخرفة مسجد تلمسان . وباستثناء شريط صغير بزخرفة شبه كوفية بقاعدة القبة، لانجد أي نقيشة تغني الزخرفة. ترتكز القبب الثلاث المزخرفة بالمقرنص الجصي الموجودة بجدار القبلة، على أربعة حنيات ركنية مزخرفة هي الأخرى بالمقرنص. تدعم الثماني مقرنصات الجزء العلوي قبة نجمية ذات ثمانية رؤوس . استوحي هذا التنظيم من نموذج عراقي للقرن 11م، وهو واضح بضريح الإمام دور بسامراء (1085).
تحتل المئذنة ذات المقطع المربع الزوايا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] موضعا غير مألوف : فهي تقع خلف المحراب، ويعتبر هذا الأخير جزءا لا يتجزأ منها، فمظهره الخارجي ضخم، وتمنح زخرفته البسيطة، المكونة من أقواس كاذبة وغياب الزخرفة الجصية، مظهرا صارما يذكر بالعمارة العسكرية . كما شكل هذا المسجد نموذجا للمسجد الموحدي بميرتولا (البرتغال)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الذي حول اليوم إلى كنيسة
[img][/img] [img][/img] امــزح معك يا بوابة الاقصى اهديــك صور وموضوع عن مسجد تنمل اليك خالص تحياتي