المتحابون في الله عابر سبيل
هلت بشائر طيور المحـ.ــبه ترفرف نشوة بقدومك

وتعانقت حروف القوافي ترحيب بعطرك °•.

.•° بكل المحـ.ــبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحـ.ــب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

يسعدنا تسجيلك معنا

عابر سبيل
المتحابون في الله عابر سبيل
هلت بشائر طيور المحـ.ــبه ترفرف نشوة بقدومك

وتعانقت حروف القوافي ترحيب بعطرك °•.

.•° بكل المحـ.ــبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحـ.ــب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

يسعدنا تسجيلك معنا

عابر سبيل
المتحابون في الله عابر سبيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المتحابون في الله عابر سبيل

ما أجمل أن تبتسم حين يظن الآخرون أنك سوف تبكي.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
عانقت جدران منتدانا اختبر معلوماتك عطر قدومك وتزيّنت مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب ومشاعر الأخوة والإخلاص كفوفنا ممدودة لكفوفـك لنخضبها جميعاً بالتكاتف في سبيـل زرع بذور الأخلاقيـات الراقيـة ولا نلبـث أن نجني منهـا إن شاء الله ثمراً صالحاً ونتشـارك كالأسرة الواحدة لتثقيف بعضنا البعض في كل المجالات أتمنى لك قضاء وقت ممتع معنا
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
أفضل 10 فاتحي مواضيع
الصابره الطيبه
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
عابر سبيل
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
دروب الطاعه
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
المهاجر الى الله
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
عبير الإيمان
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
أبو البراء
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
نور القرآن
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
tyor algana
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
إبن فلسطين
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
sara
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
المواضيع الأخيرة
» حل نهائي ومجاني للقدم السكرية
احمي أختك من الذئاب Emptyالأحد أبريل 14, 2019 3:51 pm من طرف slomaskhab

» افضل موقع عربي لمشاهدة و تحميل الافلام و المسلسلات و البرامج
احمي أختك من الذئاب Emptyالأحد مارس 24, 2019 8:38 am من طرف slomaskhab

» شاشات ليد داخلية وخارجية توريد | تركيب | صيانة بافضل سعر في مصر
احمي أختك من الذئاب Emptyالجمعة مارس 22, 2019 6:17 pm من طرف slomaskhab

» دورات للأطباء والاختصاصيين العرب
احمي أختك من الذئاب Emptyالخميس مارس 21, 2019 11:55 am من طرف slomaskhab

» الدكتوراه والماجستير البحثية في الهند
احمي أختك من الذئاب Emptyالأربعاء مارس 20, 2019 7:38 am من طرف slomaskhab

» بيع ادوات ومنتجات لعبة هاي داي hay day
احمي أختك من الذئاب Emptyالإثنين مارس 18, 2019 8:38 am من طرف slomaskhab

» تعرف على موقع أحلامي لايف
احمي أختك من الذئاب Emptyالسبت مارس 16, 2019 1:09 pm من طرف slomaskhab

» سارع بالحصول على اكثر من 500دولار شهريا من ميرش باي امازون
احمي أختك من الذئاب Emptyالأحد مارس 10, 2019 7:53 am من طرف slomaskhab

» الجهاز الرائع المهدئ و المُريح لمفصل الركبة (إنه حقا يعمل) أطلبه الان
احمي أختك من الذئاب Emptyالأربعاء مارس 06, 2019 11:11 am من طرف slomaskhab

» لايكات علي اليوتيوب 100 لايك مقابل 5 دولار
احمي أختك من الذئاب Emptyالإثنين مارس 04, 2019 4:10 am من طرف slomaskhab

» كيفية الاغتسال من الجنابة - الشيخ عمر عبد الكافي
احمي أختك من الذئاب Emptyالإثنين ديسمبر 24, 2018 1:38 am من طرف عابر سبيل

» "طفل السرطان" يوجه رسالة الى والدته قبل وفاته بساعات! الثلاثاء 13 تشرين الثاني 2018
احمي أختك من الذئاب Emptyالسبت ديسمبر 22, 2018 1:08 am من طرف عابر سبيل

» ما يكره عند القبور
احمي أختك من الذئاب Emptyالخميس ديسمبر 20, 2018 11:15 pm من طرف عابر سبيل

» مشاهد حول مستقبل الإسلام
احمي أختك من الذئاب Emptyالجمعة مايو 22, 2015 11:40 pm من طرف عابر سبيل

» صة رجل ثرى اخد ابنه لبلده فقيره ليعلمه الحكمه من الفقراء"
احمي أختك من الذئاب Emptyالجمعة مايو 22, 2015 11:24 pm من طرف عابر سبيل

المواضيع الأكثر شعبية
((2500سؤال وجواب ))
كلمات معبرة تلامس واقع الحياة
الف سؤال وجواب
من السهل جداً .. جرح مشاعر الآخرين ..
كلمات فيها العبره
أتذكر يا صديقي
قواعد دين النصارى وما هو حقيقة الدين المسيحى
تلخيص رواية الخيميائي
ماهو الماء الملكي ؟؟؟؟؟
حفيدتي الغاليه سدين
المواضيع الأكثر نشاطاً
التاريخ الإسلامي
أتذكر يا صديقي
لعبه ادخل السجن ومين يطلعك
الأربعون النووية
شعور حزين جدا
السجود وتفريغ الشحنات الكهربية من جسم الإنسان
يا تارك القرآن
ليس الغريب
اختار رقم و أقرأ نصيحتك
الام ماتت والقصيده سلمها الدكتور للولد وهو يستلم الجثة!!!!!
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
عابر سبيل - 1025
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
الصابره الطيبه - 475
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
أبو البراء - 367
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
المهاجر الى الله - 276
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
دروب الطاعه - 269
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
نور الطبيعة - 265
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
نور القرآن - 192
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
إبن فلسطين - 183
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
tyor algana - 147
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
عبير الإيمان - 139
احمي أختك من الذئاب Vote_rcap1احمي أختك من الذئاب Voting_bar1احمي أختك من الذئاب Vote_lcap1 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

 

 احمي أختك من الذئاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
المدير العام
عابر سبيل


عدد المساهمات : 1025
نقاط : 1651
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 22/07/2010

احمي أختك من الذئاب Empty
مُساهمةموضوع: احمي أختك من الذئاب   احمي أختك من الذئاب Emptyالخميس نوفمبر 29, 2012 1:15 am

كانت فتاتي بطلة هذه القصة ، تعيش لوحدها في منزلها مع أخوتها الأولاد ، و كانت تشعر بالوحدة رغم اهتمامهم بها ، و قربهم الدائم منها ، لكن الظروف السيئة قد اجتمعت عليها من كل الاتجاهات...... وحده ، عزلة و فراغ .

فتاتي كانت طالبة في الجامعة ، تخرج منها فتقوم بإعداد وجبة غداء بسيطة لها ، لأن أخوتها كانوا يأتون متأخرين من أعمالهم ، فكان عليها أن تأكل وجبتها وحيدة ، وفي أحيان كثيرة كانت تفقد الرغبة بالأكل بمجرد انتهائها من إعدادها ، فتتركها مكانها وتخلد للنوم .

استمر وضع فتاتي على هذا الحال طويلاً ، خاصة و أنها لم يكن لديها علاقات واسعة مع الفتيات ، فكانت لا تجد من تحدثها حتى ولو بالهاتف .

كانت تقصي أوقات فراغها غالباً بالقراءة ، فهي لا تحب مشاهدة التلفاز ، و لا تجد شيئاً يقطع عليها وقت الفراغ سوى القراءة ، و تدوين ملاحظاتها على الكتب التي تُعجب بها .

في أحد أيام عطلة نهاية الأسبوع ، كانت فتاتي تشعر بالملل ، رغم حرص أخوتها على قضاء الأوقات معها في مثل هذا اليوم ، لكن ذلك المساء كان أخوتها مدعوين على حفل عشاء ، ما عدا واحد منهم كان خارج المنزل لظروف العمل .

عاد هذا الأخ فوجد أخته تنظر للسماء و حيدة ، فتعجب من وجودها لوحدها في يوم الخميس ، أقترب منها و سألها :

وش تطالعين فيه ؟

قالت : الجو رائع اليوم ، شكلها بتمطر الحين بإذن الله .

رد عليها وقال : فعلاً الظاهر بتمطر ، لكن تعالي هنا ، ليش قاعده بروحك ؟ وين أخواني ؟

أجابت قائله : معزومين على العشاء .

قال : هذه أول مره تقعدين فيها لوحدك في البيت يوم الخميس !

قالت : صحيح لكن وش أسوي ، الظروف أقوى مني .

صمت أخيها قليلاً و ذهب ، وبعد برهة عاد إليها و قال :

وش رأيك نطلع أنا و أنت اليوم ؟

أجابته باستغراب : لكن الحين الساعة 8 معاد فيه وقت للطلعه !

قال : لا ! فيه وقت ، بس أنتِ أخري وقت نومك اليوم و خليه يوم استثنائي في التاريخ المعاصر ! ............... ذهب و هو يضحك منها ، وطلب منها أن تستعد خلال دقائق .

فرحت بهذه الدعوة المفاجئة ، ومن أخيها هذا بصفة خاصة ، لأنها نادراً ما كانت تخرج معه لظروف عمله .

ركبت السيارة ، و علق على سرعتها في الخروج قائلاً :

ما شاء الله عليك ، أربع دقائق بالضبط ، شكلك متحمسة للطلعه !

انطلقا في شوارع الخبُر الجميلة ، و أخذت تتأمل السماء و تنتظر هطول الأمطار فتلك اللحظات عندها لا تقدر بثمن ، عندما تسقط قطرات المطر على الشوارع ، و تسمع صوته على زجاج السيارات ، وتشاهده من خلال الأضواء المسلطة من السيارات .

بدأا في تجاذب أطراف الحديث ، فأخذ يسألها عن دراستها و زميلاتها و كل أخبارها ، فكانت تجيبه بصراحة و صدق وعفوية ، و هو يستمع و يعلق على بعض المواقف ، فإن لم يعجبه تصرف منها ، نصحها و بين لها وجهة نظره ، و ترك لها فرصة للتفكير ، كان يعطيها المجال لتتحدث بما تريد دون خوف من قول حتى الأخطاء التي وقعت فيها ، و من بين تلك الحكايات ، ذكرت له موقف حدث معها في الجامعة صباح ذلك اليوم ، حيث اقترحت عليها بعض الزميلات الخروج معهن ( للسيفوي ) ، لكنها رفضت الخروج ، فسألها أخيها مستفسراً عن سبب موقفها معهن قائلاً :

وش السبب اللي خلاك ترفضين تروحين معاهن ، مع أن الأجواء تساعدك على الطلعة ؟

قالت : صحيح البنات قالوا نفس الكلام ، قالوا لي محد حولك من اهلك لو طلعتِ ، فتعالي وسعي صدرك معانا احسن لك ، المحاضرات خلاص انتهت وش تقعدين تسوين الحين ؟ ليش ما تطلعين ؟ قلت لهن معليه بنتظر اخوي لين يجي ويأخذني ، و ما ابغى اطلع معاكن ، لأنه ماله داعي لطلعاتكم بالأساس و أنا عن نفسي توني جايه من السيفوي من يومين و كنت رايحه مع اخوي ، فليش أروح له الحين و أنا مالي حاجة .

تبسم أخيها من ردها و أرتاح لهذه الإجابة التي كان بانتظارها ، فهو يدرك جيداً أن خير أسلوب للتعامل مع الفتيات هو عدم الحرمان من كل شئ ، فالضغط يولد الانفجار ، و الكبت يسبب الانحراف ، فلا بأس من تلبية رغبات الفتيات طالما أنها لا تخرج عن حدود الشرع ، وليس فيها تجاوزات أخلاقية ، ففي هذه الحالة من المهم تلبية طلباتها فهذا خير من حرمانها من امور بسيطة قد تلجأ إلى تحقيقيها بطرق ملتوية .

ما قلت لي وين بروح ؟

قطع صوتها المفاجئ حبل افكاره ، و رد عليها قائلاً :

بخليها مفاجأة !

قالت : طيب قل لي يمكن تودين مكان رحت له من قبل .

قال : أبداً ما أظن انك رحت لهالمكان أبداً ، و بتشوفين بعد شوي .

أخذت تفكر بالامكان التي لم تذهب إليها ، ولم تتذكر مكان معين ، خاصة و أنا المناطق الترفيهية محدودة ، و عندما تعبت من التفكير نسيت أمر المكان وعادت لتجاذب أطراف الحديث مع أخيها .

و صلا عند عمارة من تسعة طوابق ، تقع أمام الكورنيش مباشرة ، في الدور التاسع منها مطعم فخم ، دُهشت ولم تصدق أنها ستنزل لهذا المطعم ، فلقد سمعت عنه من زميلاتها لكنها لم تزوره يوماً .

نزلت من السيارة و نظرت للسماء بحزن ! لأن حلمها لم يتحقق برؤية المطر في هذه الليلة .

دخلا للمطعم و أخذت تنظر بدهشة لما حولها ، فكل شئ غريب بالنسبة لها ، الأشخاص و الوجوه و الأجواء ، لم تتعود الذهاب لمطاعم بهذا المستوى ، فتعجبت مما رأت و تسألت بصوت غير مسموع : كيف تتغير أوضاع البشر من مكان لمكان آخر بهذه الطريقة ؟

أختار أخيها طاولة في زاوية المطعم التي تطل على البحر مباشرة ، فرحت بهذا الاختيار الموفق لأخيها ، رغم أن أجواء المطعم لم ترق لها ، و توجها لتلك الطاولة ، لكن قبل جلوسهما طلب أخيها من النادل ، أن يُحضر الحاجز لكي يضعه حول طاولتهم ، و في أثناء انتظارهما أخترق سمعهما كلمات وجهت إليهما من فتيات بالقرب منهما : شوفوا الفرق بين شكلها و شكل هالجذاب اللي معاها !!

ضحكت الفتاة بصمت من تفاهة عقول بعض الفتيات ، التي لم يكلفن أنفسهن عناء تغطية وجوههن عن الرجال ، فقد استغربن من نقابها الضيق و عباءتها الواسعة ، و أن هذا يدل على سوء المظهر بزعمهن !

تم تثبيت الحاجز ، و جلسا في مكانهما و اختارت الكرسي القريب من النافذة ، و نظرت نحوها لتشاهد أمواج البحر الهائجة و هي تضرب بقوة على صخور كورنيش الخُبر ، ابتسمت من قوة موج البحر ، لكن سرعان ما تذكرت حلمها القديم فزاد الشوق في نفسها مرات ومرات لرؤية قطرات المطر و هي تهطل لتلتحم مع هذه الأمواج العاتية .

طلب أخيها الطعام ، و سألها عن رأيها في المكان ، فقالت :

حلو ، و موقعه ممتاز ، لكن الأجواء اللي فيه مش مريحه !

قال : فعلاً ، انتبهت لهالأمر ، لكن عموماً جمال المكان ، يهون الموضوع .

سألته عن المطعم وصاحبه ، فدار الحديث عنه ، ثم اخذ يحدثها عن طبيعة الشعب التي ينتمي إليها صاحب المطعم ، و دخلا في موضوعات عن البلدان التي زاراها أخيها ، و كانت تلح عليه بأن يحكي لها عن كل شعب من تلك الشعوب .

في أثناء تناولها للعشاء كانت تنظر بين الحين والآخر للبحر و السماء ، و تفكر في جمال هذا التمازج العجيب بينهما في هذه الظلمة ، ولولا أن الليلة تصادف منتصف الشهر لما رأت ذلك المنظر الرائع ، والذي يعكس ضوء القمر مباشرة على البحر لينير الآفاق البعيدة .

أخذت تتأمل بهدوء و كأنها تشاهد مسرحية طبيعية نفذها و صنعها و ابدعها خالق السموات والأرض ، و قام كل بدوره المرسوم له بدقة ، القمر يضئ المكان ، و البحر مسرح الأحداث ، و الموج العاتي البطل المتمرد على الأحداث ، و كان ينقصها البطل الحقيقي ( المطر ) .

في هذه الأجواء تناولا طعامهما ، و لما انتهيا منه ، سألها أخيها عن نوع الحلى المفضل عندها ليطلبه لها ، فأجابته :

آيس كريم !

ضحك بصوت عالي هذه المرة ، وقال لها بتعجب : وش معنى الآيس كريم ! الدنيا برد .

شعرت بالحرج من طلبها لكنها أصرت عليه ، و اشترطت أن يكون بالفراولة .

تأملها أخيها و أحس بأنها تشعر بالسعادة و الراحة ، وتريد أن تكتمل سعادتها بأكل الآيس كريم ، ففكر أن يجعلها تشعر بالمرح أكثر و يدخل السرور إلى نفسها ، فقال لها :

يا لله قومي بنمشي .

نظرت له بتعجب و قالت : والآيس كريم !

قال : لا تخافين بناكل آيس كريم و أنا بأكله معك بس في مكان ثاني عنده آيس كريم رائع !

فرحت بهذا الاقتراح و لبست نقابها و أخذت حقيبتها ، وقبل أن يسيرا خطوة واحدة ، ألقت النظرة الأخيرة على البحر ، فرأت أمراً أدهشها و أستوقفها مكانها فأخيرا تحقق حلمها !

نادت أخيها وقالت له : مطر أخيراً نزل المطر !

وقفت تنظر لتلك الصورة التي طالما تمنت رؤيتها و هي لحظة التحام المطر بأمواج البحر ، و موقف البحر عند هطول المطر ، هل يستمر في سكونه ، أم يزداد تمرده ؟

كان ذلك المنظر رائعاً ، و زاد في جماله ، ارتطام أمواج البحر بالصخور بقوة اكثر ، نتيجة هطول الأمطار بغزارة ، فذهب بصرها بعيداً و في عينها دموع تكاد أن تنحدر ، لكن حاولت إخفائها حتى لا تلفت نظر أخيها فيظن أنها غير سعيدة .

تلك الدموع ارتسمت في عينها ، لأنها و منذ زمن تريد رؤية البحر لحظة هطول المطر ! كان ذلك حلمها الذي طالما تخيلته ، ولم تتوقع أن تراه هكذا و دون ترتيبات مسبقة .

قطع أخيها لحظة التأمل تلك ، وقال لها :

أنتِ إلى الآن هنا ، رحت ادفع الحساب و جيت و أنت على نفس وقفتك ! وش فيك ؟

قالت له : لا يفوتك منظر المطر ، وصمتت .

أقترب أخيها و قال سبحان الله فعلاً رؤية المطر تشرح صدر الإنسان ، طيب وش رأيك ننزل بسرعة قبل لا يوقف المطر ؟!

تذكرت رغبتها الأولى ، فعلاً هي تريد رؤية العالم الخارجي وهو مبلل بالمطر ، فأسرعت بالنزول .

عند الباب الخارجي للمطعم ، قال لها أخيها : الحين وشلون نمشي في هالمطر ؟

قالت : ليش نمشي ، وين السيارة ؟

قال : بنروح مشي للمطعم الثاني .

تعجبت من رده وقالت : ليش ؟ وين هالمطعم ؟

قال : هنا قريب مطعم الملتقى فيه آيس كريم لذيذ ، وفرصة علشان نمشي في هالمطر !

زادت فرحتها عند سماعها الكلمة الأخيرة ! هل حقاً ستسير هكذا بانطلاق في هذه الأجواء الرائعة من اجل أن تأكل الآيس كريم !

صرخ بها قائلاً : هاه وش قلتِ موافقة ؟

و بسرعة أجابت : طبعاً موافقة و من دون شروط يا لله .

قال : لحظة ، إذا بنمشي عادي ، ما راح نوصل المطعم إلا وحنا متبللين بالكامل ، وش رأيك نروح ركض و نتسابق من يوصل أول للمطعم ؟

كاد أن يغمى عليها و هي تسمع هذا الاقتراح الأخير ، فهذا أقصى ما كانت تتمناه !

صرخ مره أخرى عليها : هاه وش قلتِ موافقة !

قالت : موافقة موافقة موافقة ، كل شئ تقوله موافقة عليه ، لكن أخاف يشوفنا أحد !

قال : لا تخافين الحين الساعة في حدود 12 محد حولنا ، بس يا لله شدي حيلك ، و شيلي نقابك وشدي غطائك على وجهك و انا أضمن لك محد بشايفك .

ألتفت لتتأكد من خلو الشارع ، ورأت الهدوء يخيم على المكان فقامت بشد غطاء الوجه حول رأسها و كشفت عن جزء من وجهها لكي تبلله قطرات المطر أثناء جريها .

ركضت بكل قوتها ، و نسيت المكان و الزمان و أرادت فقط أن تسبق أخيها كالأطفال .

وصل أخيها قبلها فأثار هذا غضبها وقالت له :

أنا كنت بسبقك لكن كنت مرتبكة ، خائفة أحد يشوفني !

ضحك أخيها من تبريرها السخيف ، و طيب خاطرها كما هو الحال مع الأطفال ، وقال : طيب شاطره أنت بطلة !

زاد التعليق الأخير غضبها ، لكن سرعان ما زال وهي ترتب عباءتها و نقابها ، و تمسح قطرات المطر عن عباءتها ، ماعدا تلك القطرات التي على وجهها تركتها و هي سعيدة بها .

دخلا و طلبا الآيس كريم ن وتناولها بنهم شديد ، لكن لم تشعر بالراحة لأنها لم تجد نافذة تنظر من خلالها لزخات المطر ، وما هي إلا لحظات حتى يعلن إغلاق المطعم ، فخرجا منه و كانت تدعوا الله أن يكون المطر مستمر في التساقط .

و فعلاً كان الجو كذلك ، فالمطر ما يزال يسقط لكن بكميات اقل ، فذهبا إلى السيارة سيراً ، مستمتعان بهذا المشي .

وصلا للسيارة ، و سلكا طريق العودة للمنزل ، وكانت الأجواء كما تريد ، المطر ينهمر على زجاج السيارات و قد تغير لون الشارع و الأبنية ، و كان منظر قطرات المطر أكثر وضوحاً عند الاقتراب من أضواء السيارات ، فكانت تركز عليها عينيها لترى بوضوح المطر .

بدأت تشعر بالنعاس فأصبحت أكثر هدوء ، ولم يتخلل طريق العودة حديث طويل سوى بعض التعليقات حول ما رأوا .

وصلت لمنزلها و دخلت مباشرة لغرفة نومها ، و توجهت لسريرها وقد أنهكها التعب ، و ما أن وضعت رأسها على السرير حتى رن جرس الهاتف و نظرت للساعة و أدركت أن الوقت متأخر كثيراً ، لكن خشيت أن يكون المتصل أحد أهلها المغتربين و لم يجدوها في المنزل .

تناولت سماعة الهاتف و قالت : نعم .

رد عليها المتصل وكان شاب فقال لها : السلام عليكم .

ردت : وعليكم السلام ، من يتكلم ؟

قال : شكلك طفشانه و ما عندك أحد و ابغى أسليك شوي ،…ودي أصادقك و … واخذ يردد بعض الكلمات الفارغة .

في أثناء حديثه أخذت تفكر :
هل يظن هذا الشخص أني بخون الأمانة و أصادقه فعلاً و اخوي توه قايل لي تصبحين على خير !

وضعت السماعة بقوة ، دون أن ترد بحرف عليه ، و أقفلت جرس الهاتف ، و وضعت رأسها على سريرها و هي تفكر في تلك اللحظات الجميلة التي قضتها مع أخيها ، و التي كانت سبباً - دون أن تشعر – في حمايتها من ذلك الذئب الذي أراد العبث معها ، تلك الساعات كانت بمثابة الدرع الواقي لها من ذلك الشخص ، تلك اللحظات التي منحتها العطف والحنان و الشعور بالأمان ، جعلتها تعيش لحظات في منتهى السعادة رغم بساطتها ، تشعر و كأنها كانت في رحلة لبلاد العجائب ، رغم أن هذه السعادة كانت بسبب رؤية أمواج البحر العاتية و هي تضرب في صخور اليابسة ! و بسبب الركض تحت قطرات المطر من اجل لقمة آيس كريم !

تصبحون على خير .

أخـتــكــم
* شوقا الى الجنان *

ممـــــــ قرات ـــــا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bwabtalaksa.mam9.com
 
احمي أختك من الذئاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المتحابون في الله عابر سبيل :: منتدى ألقصة وألرواية-
انتقل الى: