عابر سبيل المدير العام
عدد المساهمات : 1025 نقاط : 1651 السٌّمعَة : 8 تاريخ التسجيل : 22/07/2010
| موضوع: كفى بالله كفيلا الأحد يوليو 03, 2011 5:28 am | |
| كفى بالله كفيلا
*********
ما أحوج الإنسان في زمن طغت فيه المادة ,
وتعلق الناس فيه بالأسباب إلا من رحم الله ,
إلى أن يجدد في نفسه قضية الثقة بالله ,
والاعتماد عليه في قضاء الحوائج ,
وتفريج الكروب ,
فقد يتعلق العبد بالأسباب ,ويركن إليها , وينسى مسبب الأسباب الذي بيده مقاليد الأمور , وخزائن السماوات والأرض ,
ولذلك نجد أن الله عز وجل يبين في كثير من المواضع في كتابه هذه القضية , كما في قوله تعالى : {وكفى بالله شهيدا} (الفتح 28) ,
وقوله : {وكفى بالله وكيلا } (الأحزاب 3) ,
وقوله : { أليس الله بكاف عبده } (الزمر 36) ,
كل ذلك من أجل ترسيخ هذا المعنى في النفوس , وعدم نسيانه في زحمة الحياة ,
وفي السنة قص النبي صلى الله عليه وسلم قصة رجلين من الأمم السابقة , ضربا أروع الأمثلة لهذا المعنى .
والقصة رواها البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل , سأل بعض بني إسرائيل أن يُسْلِفَه ألف دينار , فقال : ائتني بالشهداء أُشْهِدُهُم , فقال : كفى بالله شهيدا , قال : فأتني بالكفيل , قال : كفى بالله كفيلا , قال : صدقت , فدفعها إليه إلى أجل مسمى , فخرج في البحر , فقضى حاجته , ثم التمس مركبا يركبها يقْدَمُ عليه للأجل الذي أجله , فلم يجد مركبا , فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار , وصحيفةً منه إلى صاحبه , ثم زجَّجَ موضعها , ثم أتى بها إلى البحر , فقال : اللهم إنك تعلم أني كنت تسَلَّفْتُ فلانا ألف دينار , فسألني كفيلا , فقلت : كفى بالله كفيلا , فرضي بك , وسألني شهيدا , فقلت : كفى بالله شهيدا , فرضي بك , وأَني جَهَدتُ أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له , فلم أقدِر , وإني أستودِعُكَها , فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه, ثم انصرف , وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده , فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله , فإذا بالخشبة التي فيها المال , فأخذها لأهله حطبا, فلما نشرها , وجد المال والصحيفة , ثم قَدِم الذي كان أسلفه , فأتى بالألف دينار , فقال : والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه , قال : هل كنت بعثت إلي بشيء , قال : أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه , قال : فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة , فانْصَرِفْ بالألف الدينار راشدا )
هذه قصة رجلين صالحين من بني إسرائيل , كانا يسكنان بلدا واحدا على ساحل البحر ,
فأراد أحدهما أن يسافر للتجارة , واحتاج إلى مبلغ من المال ,
فسأل الآخر أن يقرضه ألف دينار , على أن يسددها له في موعد محدد ,
فطلب منه الرجل إحضار شهود على هذا الدين ,
فقال له : كفى بالله شهيدا , فرضي بشهادة الله ,
ثم طلب منه إحضار كفيل يضمن له ماله في حال عجزه عن السداد ,
فقال له : كفى بالله كفيلا , فرضي بكفالة الله,
مما يدل على إيمان صاحب الدين , وثقته بالله عز وجل ,
ثم سافر المدين لحاجته ,
ولما اقترب موعد السداد , أراد أن يرجع إلى بلده , ليقضي الدين في الموعد المحدد ,
ولكنه لم يجد سفينة تحمله إلى بلده , فتذكر وعده الذي وعده , وشهادةَ الله وكفالتَه لهذا الدين ,
ففكر في طريقة يوصل بها المال في موعده ,
فما كان منه إلا أن أخذ خشبة ثم حفرها , وحشى فيها الألف الدينار, وأرفق معها رسالة يبين فيها ما حصل له ,
ثم سوى موضع الحفرة , وأحكم إغلاقها ,
ورمى بها في عرض البحر , وهو واثق بالله , متوكل عليه ,
مطمئن أنه استودعها من لا تضيع عنده الودائع ,
ثم انصرف يبحث عن سفينة يرجع بها إلى بلده ,
وأما صاحب الدين , فقد خرج إلى شاطئ البحر في الموعد المحدد , ينتظر سفينة يقدُم فيها الرجل أو رسولا عنه يوصل إليه ماله ,
فلم يجد أحدا , ووجد خشبة قذفت بها الأمواج إلى الشاطئ ,
فأخذها لينتفع بها أهله في الحطب ,
ولما قطعها بالمنشار وجد المال الذي أرسله المدين له والرسالة المرفقة ,
ولما تيسرت للمدين العودة إلى بلده ,جاء بسرعة إلى صاحب الدين , ومعه ألف دينار أخرى , خوفا منه أن تكون الألف الأولى لم تصل إليه , فبدأ يبين عذره وأسباب تأخره عن الموعد , فأخبره الدائن بأن الله عز وجل الذي جعله الرجل شاهده وكفيله , قد أدى عنه دينه في موعده المحدد .
إن هذه القصة تدل على عظيم لطف الله وحفظه , وكفايته لعبده إذا توكل عليه وفوض الأمر إليه , وأثر التوكل على الله في قضاء الحاجات , فالذي يجب على الإنسان أن يحسن الظن بربه على الدوام , وفي جميع الأحوال , والله عز وجل عند ظن العبد به , فإن ظن به الخير كان الله له بكل خير أسرع , وإن ظن به غير ذلك فقد ظن بربه ظن السوء .
-******************- منقول | |
|
المهاجر الى الله مشرف سابق
عدد المساهمات : 276 نقاط : 441 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 28/06/2011
| موضوع: رد: كفى بالله كفيلا الأحد يوليو 03, 2011 8:23 am | |
| خقنا وصدقنا ويقينا(كفى بالله وكيلا)(وكفى بالله شهيدا)وحقنا(انت الذى تكفلنى يارب) جزيت خير اخى عابر | |
|