مداخلة في الفكر الفلسفي....

لقد تميزت بالشك.. ذلك اني كنت أمقت التسليم بكل الاخلاق التي تمجد على الارض.
وقد دفعني هذا الشك الى فترة مبكرة جدا وعلى نحو لا سبيل الى مقاومتة .الى صراع مع بيئتي وجيلي والاجيال السابقة علي..
أن بداهتي وفضولي وشكوكي محتوما عليها ان تتوقف عند السؤال عن اصل افكارنا عن الخير والشر . والواقع ان مشكلة اصل الشر كانت تطاردني منذ كنت صبيا في الثالثة عشر. وهو العمر الذي يكون لك فية (نصف كعكة ونصف الة في قلبك).
في هذا الوقت كتبت اول مقال في الاخلاق وأول جهودي الفلسفية. اما بالنسبة للحل الذي وضعتة لهذة المشكلة في ذلك الوقت: فقد اعطيت الألة جلالة وجعلتة أبا للشر. فهل ذلك ما تقتضية بداهتي؟ ذلك حل لا اخلاقي جديد.. او على الاقل بداهة غير خلقية وياحسرتاة!
ولحسن الحظ فقد تعلمت منذ فترة مبكرة أن افصل الاحكام اللاهوتية عن الاحكام الخلقية .. وتوقفت عن البحث عن أصل الشر وراء العالم .
ان قدرا معينا من التعليم التاريخي واللغوي الى جانب حساسية فطرية لتذوق المشاكل النفسية بأحترام حولت مشكلتي الى اخرى: في اي الاحوال استنتج الانسان الاحكام القيمة الرفيعة والوضعية؟ وما هي قيمة هذة الاحكام نفسها؟ هل هي تعوق الرخاء الانساني حتى اليوم او تعززة؟ هل هي علامة على الحاجة والفقر وانحطاط الحياة او هي العكس من ذلك تلهمهم الوفرة والقوة وارادة الحياة بشجاعتها وثقتها ومستقبلها؟
وعلى ذلك قد اكتشفت وغامرت باجابات كثيرة : لقد فصلت بين الاجيال والشعوب ومراتب الاشخاص وقسمت مشكلتي الى اقسام. ومن اجاباتي نبتت اسئلة وابحاث واحتمالات جديدة حتى اصبح لدي اخيرا وطن خاص بي وارض خاصة بي وعالم مزدهر أخذ زخرفة وأنفصل تماما مثل حديقة سرية.... انة وجود.. لا يشك فية أحد...

اخي الحبيب ينال
لقد شاءت ارادة الله سبحانه وتعالى ان يوجد في نفوس البشرعاملان اساسيان هما (عامل الخير وعامل الشر) وجعل الصراع والتنافس قائماً بينهما منذ خلق الله الانسان واوجده على هذه الارض وحتى قيام الساعة.. وكما ان للخير فريقاً من الانصار والاعوان فان للشر فريقاً آخر من الانصار والاعوان لايقل عدداً وعدة عن انصار الخير، وهذا امر لاجدال فيه لانه موجود في كل زمان ومكان، وما وجود الشر بجانب الخير الا صورة من صور المتناقضات والانداد والاضداد التي يساعد وجودها على المعرفة والتمييز بين الافضل والاصوب وبين الضار والسيء بمعنى «ان الشر ومافيه من صفات قبيحة الا انه دليل لمعرفة الخير ومافيه من صفات حسنة» بدليل اننا لم نعرف اللون الابيض الا اذا عرفنا اللون الاسود، ولم نعرف النهار الوضَّاء الا بعد ان عرفنا الليل المظلم ولا قيمة للصحة الا اذا عرفنا المرض، وهكذا «الضد بالضد يعرف» وسوف يظل الصراع قائماً على اشده بين انصار الخير وانصار الشر حتى يرث الله الارض ومن عليها وهذه سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا.

ومن هذا المنطلق فانه لزاماً على انصار الخير ان لاييأسوا ولا يهنوا لان الخير هو الغالب دائماً ومايدعونا الى التفاؤل اليوم هو التواجد الكبير لانصار الخير
موضوع اكثر من رائع نتمنا لك التوفيق الحبيب